9.24.2018

إِشَاعَةُ الفَاحِشَةِ

إِشَاعَةُ الفَاحِشَةِ

نظنّ الإشاعةَ للفاحشةِ تنحصرُ في الدّعوة إليها فقط، بينما نَغفُل عن الانْتباهِ إلى أنَّ ثمّة وسائلَ قد نصنعُها بأنْفسنا ورسائلَ قد نخطُّها بأيدينا، تُساهم بشكلٍ كبير في إشاعة الفاحشة! لا شكّ أنَّ الدّعوةَ إلى المنكرِ صراحةً وترغيبَ النّاس فيه، هو أصلٌ في إشاعةِ للفاحشة؛ لكنْ مِن إشاعةِ الفاحشةِ الحديثَ عنْ منكرٍ نادرٍ من حيث الوقوعِ، أو معزولٍ مِن حيث الظّهور، والإعلان بإنكاره؛ ففي هذا كشفٌ لفُحْشٍ مستور وإظهارٌ لما خَفِيَ مِن الأمور؛ ومِنْ إشاعةِ الفاحشةِ عرضُ الأمرِ المقبوحِ دون انكارِه صراحةً، أو عدم اقْترانِ العَرْضِ بما يدلُّ على عدم الرّضا؛ ومِنْ إشاعةِ الفاحشة التعوّدُ على سردِ أخبارِها في الصّحف والمجلاّت، فيُربّى المجتمع على التّعايشِ معها، وقد قيل: "إذا كَثُر الإلمْاس قَلَّ الإحساس"؛ ومِن إشاعة الفاحشة عدم إنكارِها والسّكوتِ عن أصحابها ودُعاتِها، لجبنٍ أو غفلةٍ أو سوءِ تقدير؛ ومِنْ إشاعةِ الفاحشة المبالغةُ في التّكرارِ والإكثارِ مِنَ الحديثِ فيها بالتّفصيل، مِن باب التّشديد في إنكارها والتّضييقِ على أصحابِها، وهذا ممّا قد يقتُل عِظمَ جُرْمها في النّفوسِ فتَقع النّتائج العَكسيّة!
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
الخميس 03 ذو الحجّة 1439هـ،
الموافق 2018.08.14م
نُشرت المادّة في ما يلي:  حسابي على الفيسبوك | المدوّنة