7.24.2020

خُطْبَةُ الفَتْحِ مِنْ مَسْجِدِ الفَاتِحين...

خُطْبَةُ الفَتْحِ مِنْ مَسْجِدِ الفَاتِحين...
كان اليوم يومَ فتحٍ إسلاميٍّ بامتياز..! حيث أقيمت فيه أوّل صلاة جمعة تحت قبّة مسجدٍ عمره 481 عام، قد عُطّلت مآذنه منذ ثمانية عقودٍ بقرارٍ أتاتوركيّ مُخزيٌٍ صيّره متحفا، قبل أنْ يعود إلى أهله وقفًا وسط استنكارٍ دوليّ تقدّمَته حثالة المنافقين..؛ ورغم أنف الشّيطان وأشياعه قد دوّى ذكر الله في سماء تركيا -بل الدّنيا- مِن مبنى (آيا صوفيا) العتيق مِن جديد، في صلاة جمعةٍ شهدها جمهورٌ عظيمٌ بمئات آلافٍ غصّت بها السّاحات الّتي تقاطرت عليها بدايةً مِن فجر اليوم، تصدّر صفوفهم الأولى رئيسهم حفيد الفاتحين رجب طيّب أردوغان الّذي شنّف الأسماع بتلاوةٍ قرآنيّةٍ طيّبةٍ افتتح بها الحدث مع أشهر القرّاء الأتراك، ثمّ أتت اللّحظة التّاريخيّة الفارقة حين صعد منبر مسجد آيا صوفيا رئيس الشّؤون الدّينية في تركيا -علي أرباش- ليلقي أوّل خطبة جمعةٍ بعد عقود طويلة؛ وكان ممّا قاله الخطيب وهو يحمل سيفًا بإحدى يديه وفقًا لعادةٍ عثمانيّة قديمة: "إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي تهتزّ فيه قباب (آيا صوفيا) بالتّكبير والتّهليل والصّلوات، وترتفع مِن مآذنه أصوات الآذان والذّكر... ها هي لهفة أحفاد الفاتح واشتياقهم قد انتهت، كما أنّ صمت دار العبادة الجليل قد انتهى، فمسجد آيا صوفيا الشّريف يلتقي اليوم مِن جديدٍ بجموع المؤمنين والموحّدين.."..؛ اللّهم إنّا نسألك في هذه السّاعة المباركة مِن آخر يومِ الجمعةِ أنْ تجعلَ فتحَ آيا صوفيا مقدّمةً لسلسلةِ فتوحاتٍ تقرّ بها عزًّا عيون المؤمنين الموحّدين، وتنحني لها ذلاَّ رقاب الكافرين المعتدين، وتنكسرُ منها خزيًا قلوب المنافقين الخائنين...
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
الجمعة 03 ذو الحجّة 1441هـ،
الموافق 2020.07.24م