5.08.2011

مَفَاتِيحُ النَّجَاحَاتِ فِي سَائِرِ الامْتِحَانَاتِ


مَفَاتِيحُ النَّجَاحَاتِ فِي سَائِرِ الامْتِحَانَاتِ



هذه بعض النّصائح والتّوجيهات التي يحتاجها كلّ طالب وتلميذ - ذَكرا وأنثى - مُقبل على الامتحانات الدّراسية عامّة، وامتحانات شهادَتَي التّعليم المتوسِّط والبكالوريا خاصّة، قد اسْتفدتُها مِن مختلف المصادر، فاجتهدتُ في إعدادها، اختصارًا وتعديلاً، وترتيبًا وإضافةً لأشياء رأيتُها ضروريّة، حرصتُ على سَرْدها وإدراجِها تحت أقسام خمسة؛ حتّى يتسنّى لكلّ طالب وتلميذ قراءتها بتركيز، ثمّ اسْتحضارها بسهولة.
وإنّني لَمُهدٍ ثوابَ هذا العمل إلى أخينا وحبيبنا وأستاذِنا "عزّ الدّين كرموش" - رحمه الله - (أحد كبار أساتذة اللّغة الفرنسية بالجزائر)، راجيًا مِن كلّ قارئ لهذه السّطور - سواء عبر الانترنت، أم الصّحافة، أم المطويات، أم نحوهما مِن وسائل الإعلام - الدّعاء لفَقيدِنا بالرّحمة والمغفرة والثّواب، خاصًّا بالذِّّكر زملاءَه وتلاميذتَه، وكلَّ معارفه الّذين بكَوه ذات يوم، رحمه الله رحمة واسعة، وأَخلَفَه في عقِبه في الغابرين، ورَفَعَ درجَتَه في المهدييّن.
ثمّ إنّني لأرجو مِن صميم القلب أنْ تنال إعجابك وتفيدكَ - أيّها الطّالب، والتّلميذ النّجيب - حتّى أكون بذلك مساهمًا في إنجازكَ الّذي تهدِف إليه، وينتظره منك كلّ محبّيك؛ ألا وهو نجاحكَ في هذه الامتحانات - إن شاء الله - فركِّزْ على محتوى ما سأعرضه بين يديك تحت كلِّ قِسم نقطةً نقطة، وأنا متأكّد مِن أنّك لو فعلت ذلك ستستفيد غاية الاستفادة - بإذن الله، والآن إليكَها فاقرأها بتدبُّر وتأمُّل.
القسم الأوّل: نصائح عامّة غالية:
1_ كنْ جادًّا، وابْتعدْ عن اللّهو المضيِّع للأوقات، ودَعْ عنك رفقاء السّوء.
2_ حافظ على صلواتك، وداوم على الأذكار وتلاوة القرآن؛ فإنّ إيمانَك بالله وطاعتَكَ إيّاه أساس نجاحِك.
3_ حافِظ على إرضاء الوالدين، عسى أن تحظى بدعائِهما.
4_ اجْعل نجاحَك في الامتحان هدفًا، وذاكِر عن حبٍّ واقتناع، واسْتحضِر أنّك بحاجة للنّجاح؛ حتّى تكون مُستفيدًا ومُفيدًا.
5_ استعِنْ بالله ولا تعجز، وادْعُه عسى أنْ يوفِّقك.
6_ ابْدأ المذاكرة بالبسملة، ودعاء الله بأنْ يُسهِّل لك الأمر ويُفهِّمَك؛ مِن ذلك كأنْ تقول: "اللّهم يا مُعلِّم داود علِّمْني، ويا مُفَهِّم سليمان فَهِّمْني، سبحانك لا عِلم لنا إلاّ ما عَلَّمتنا، إنَّك أنت العَليم الحكيم".
7_ حاوِل أنْ تُذاكِر وحدَك، فإنَّ المُذاكرة مع غيرك مَدْعاة للحديث والكلام بما يُلهي  يُشغِل عن المقصود.
8_ احرِصْ على الرّاحة والتّرفيه بين الفينة والأخرى؛ حتّى لا تملّ، وتضمن لنفسك صحّة جيّدة وجسمًا سليمًا، ممّا يساعدك على مذاكرة أفضل.
9_ طريقة المذاكرة والسَّهر والنّوم والرّاحة، أنتَ حرّ في تقديرها بالطّريقة الّتي تراها مناسبة لك.
10_ احذَر الإكثار مِن الشّاي والقهوة، وأكثِر من عصائِر الفاكهة.
القسم الثّاني: نصائح خاصّة بأيّام ما قبل الامتحان:
1_ كلّ موضوع مِن مواضيع المقَرَّر الدّراسي مُتوقَّع ورود السّؤال عنه، فلا تُهْمِل شيئاً في المراجعة، واضرب بكلّ التوقُّعات عُرْض الحائط - أيّاً كان مصدرها - لكنْ قد تَقول: أنّ الوقت ضيّق، والجواب: إنّه رغم ضَيق الوقت، فإنّه يمكنك مراجعة رؤوس الأقلام، أو النّقاط الرّئيسة لجميع دروس الكتاب، وهذا هو المقصود.
2_ عليكَ بقواعد الاستذكار السّبع:
(أوّلا): البدء بالبسملة، ثمّ الدّعاء قبل المذاكرة - وقد تقدَّم.
(ثانيا): التَّركيز والانتباه.
(ثالثا): تقوية الرّغبة في المذاكرة.
(رابعا): فَهم ما يتِمّ مُذاكرته.
(خامسا): الابتعاد عن المؤثِّرات المشتِّتة؛ (مثل: المشاكل، والضّجيج، والتّلفاز).
(سادسا): الجلوس بطريقة صحيحة ملائِمة.
(سابعا): الإضاءة الجيّدة والتّهوية الصّحية.
3_ حارِبْ معوِّقات النّجاح في الامتحان:
(أوّلا): حارِب عَدَم الرَّغبة في المذاكرة بتَقوِية الحافِز والباعِث على المذاكرة، وتهيِئة الوسائل المساعِدة.
(ثانيا): حارِب السَّرحان بأنْ تبدأ بالمواد الّتي تُشْغلكَ، مع اسْتخدام صوتك أثناء المذاكرة - إذا اقتضى الأمر ذلك.
(ثالثا): حارِب المَلَل بتغيير مكانك والتّرفيه عن نفسك.
(رابعا): حارِب النِّسيان وعدم التّركيز بالتّلخيص والمراجعة المُستمِرّة، والابِتعاد عن المعاصي.
(خامسا): حارِب صعوبة الفهم بالمُلخَّصات والاسْتعانة بصُحبة الخير.
(سادسا): حارِب فَقْد الثّقة بالنّفس بالاستعانة بالله، ثمّ بمن يقوّي عزيمَتك، وإيّاكَ ومُصاحبة المتشائمين.
4_ اجْعل خلاصة على بطاقة صغيرة لكلّ درس راجعتَه؛ لتَقرأها قبل الامتحان فتُغْنيك عن أصلها المُطوَّل.
5_ إنّ جسمك بحاجة لِعدد مِن ساعات النّوم، تتراوح ما بين 6 و8 ساعات يوميًّا لراحته، فاجْعل هذه السّاعات في مقدّمة اللّيل؛ حتّى تَتَعوَّد على الاستيقاظ باكرًا، لأنّ أفضل نتاج الدّماغ يكون في ساعات الصّباح.‏
6_ اجْعل وَجباتك الغِذائية خفيفة، وكثيرة العدد، مِن 5 إلى 6 وَجبات في اليوم؛ على أنْ تحتوي على السّكريات والفيتامينات المنشِّطة، وأكثِرْ مِن تناول الخُضراوات والفواكِه الطّازجة.
7_ ابْتعدْ عن عادة الاسْتلقاء على مقعد وثير، أو التمدُّد باسْترخاء على الفِراش؛ بل اجْلس أمام مكتبِك مَفْرودَ الظّهر، ثابتَ القدَمين على الأرض.‏
8_ إيّاكَ وتناوُل أيّ أدوية خاصّة بالتَنبّه وزيادة ساعات اليقظة! فإنّ لها أضرارًا بالغة، بالإضافة إلى تقليلِها نسبة التّركيز بعد فترة.
القسم الثّالث: نصائح خاصّة بليلة الامتحان:
1_ أَبعِدْ عنْ نفسِك الإحساس القائل: "إنّك لابدّ أنْ تُراجع المنْهج كلمةً كلمةً، وسطراً سطراً"، واستعِذ بالله مِن هذا وأمثاله مِن الوساوس.
2_ راجع الأفكار الأساسية للمادّة الّتي أنت مُقْبِل على إجراء الامتحان فيها.
3_ جهِّز أدواتك وتأكَّد مِن سلامتها.
4_ ابْتعد عن القَلق والأحاديث غير المفيدة.
5_ تحلَّ بالصّبر والثّبات، وما أجمل أن يقترن ذلك بصلاةٍ تسأل الله فيها وبها العون والسّداد!
6_ خُذ قِسطًا كافيّا مِن النّوم والرّاحة.
7_ عليكَ بالنّوم المبكّر، فقد أكَّد المختصّون ببعض المراكز الطبّية أنَّ المذاكرة ليلاً تقلِّل 30 % مِن نسبة الاستيعاب للطلاّب، وخاصّة بعد السّاعة الحادية عشرة ليلاً، كما أنّ السَّهر يقلِّل مِن القدرة على التّفكير والعمل في صباح اليوم الدّراسي.‏
8_ عليكَ بالنّوم في غرفة ذات تهوية جيّدة؛ لأنّ الدِّماغ بحاجة ماسّة للأوكسجين.‏
القسم الرّابع: نصائح خاصّة بصبيحة الامتحان:
1_ ابدأ يوم الامتحان بصلاة الفجر؛ حتى تنْشَط روحك، وتَرتفع معنويّاتك.
2_ اتْل بعض آيات القرآن الكريم، وأكثِر مِن الاستغفار والدّعاء.
3_ اسْتعِنْ بالله، وثِقْ بنفسِك، ولا داعي للخوف والقلق.
4_ تحلّ بالصّمت، وتَصفَّح العناصر الأساسية للمادّة.
5_ تناوَلْ وجبة إفطار خفيفة، مع كوب عصير فاكهة طازجة.
6_ لا تتخوّفْ أبداً إذا أحسَستَ أنّك غير قادر على تذكُّر بعض الأمور مِن المادّة، الّتي أنت مقبل على الامتحان فيها، فهذه حالة طبيعية قبل الامتحان بقليل؛ أنتَ لا تتذكَّر لعدم وجود حافز أو دافع، لكنْ عندما تشرع في الامتحان، ستبدأ باستذكار واستدعاء المعلومات بسرعة وسهولة - إن شاء الله.
القسم الخامس: نصائح خاصّة أثناء الامتحان:
1_ لا تَنس أنْ تقول: "بسم الله"، وادْعُ الله أنْ يُوفِّقك، فإذا اسْتصْعَبْتَ شيئًا فقُلْ: " اللهم لا سَهل إلا ما جَعلتَه سَهْلاً، وأنتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذا شِئْتَ سَهْلاً".
2_ ضَعْ خطَّة لاستغلال كلّ الوقت المُخصَّص للاختبار.
3_ قبل أنْ تبدأ في إجابة عن سؤال ما، عليك بقراءة جميع أسئلة الاختبار.
4_ تأكَّد مِن عدد الأسئلة المطلوب الإجابة عنها.
5_ ضعْ خُطوطًا على العناصر الرّئيسة لكلّ سؤال؛ حتّى تُدرك مفاتيح الجواب.
6_ الأفضل لكَ ترتيب الورقة بشكل جيِّد، فتأَكّدْ مِن رقم السّؤال، وافصل بينه وبين سؤال آخر بسطر.
7_ ابدَأْ بحلّ الأسئلة ذات الدّرجات الكبيرة، والّتي قد تبدو سهلة عندك؛ حتّى تعطيك قَدْرًا من الاطمئنان والثّقة بالنّفس، علاوة على رِبح الوقت، لكنْ احرص على أنْ يكون رقم كلّ سؤال دقيقًا، فتكتبه كما وُضع.
8_ احذَر الشّطب الكثير في الورقة، ويُمكنك تجنّب ذلك بأنْ تبدأ الكتابة في مسودَّة.
9_ أوّل إجابة تطرأ على ذهنك غالبًا ما تكون صحيحة، فاحذَر أنْ تُغيِّرها بأخرى إذا كنتَ غير واثق مِن صواب تغييرك.
10_ تذكَّر أنّ المصحِّح يبحث عن الجودةِ، وليس عن كمِّية الكلام المكتوب.
11_ الوقت طويل، ويجدُر بكَ أنْ تستغِلّه كاملاً، وألاّ تخرج مِن القاعة قبل نهاية الوقت، فربّما تكون هناك فكرة تتذكّرها بعد نسيان، أو خطأ تستدْركه بعد هفوة.
12_ راجع ورقتك جيّدًا؛ كي تتأكدّ أنَّكَ أجبتَ عن جميع الأسئلة.
13_ عندما تنتهي مِن تقديم ورقة كلّ مادّة، استعِدّ مباشرة للامتحان التّالي، وإيّاك ومراجعة ما كَتبتَ أو مناقشة غيرَك حول الأجوبة؛ لأنّ الموضوع قد انتهى، وقد تُسبِّب لَك مراجعته والمناقشة فيه تأثيرًا نفسيًا مثبِّطًا.
14_ ركِّزْ تفكيرَك وطاقتك على امتحان المادّة القادمة، وحاوِل أن تُعوِّض فيها ما فاتَك مِن درجات - على سبيل الاحتمال.
هذا ما تيسّر لي سَردُه لكَ مِن نصائح وتوجيهات - أيّها الطّالب، والتّلميذ الحبيب - بخصوص امتحاناتِك.
فالله - عزّ وجلّ - أسأل أنْ يُوفِّقك في امتِحانك، ويُسدِّدك في جوابِك، ويُبلِّغَك مرادَك، ويُحقِّق لكَ طموحَك، وأنْ يحفظك ويرْعاك، وأساتِذتَك وكلّ مَن بالجميل أكرمَك وأوْصاك، وأسأله سبحانه أن يجعل أكبر نجاحك ونجاحنا في كلّ الامتحانات؛ بأن يجعلنا جميعًا مِن المبَشَّرين المفتَّحَة لهم أبواب الجِنان، فيُقال لنا: سلام عليكم طِبتُم فادخلوها خالدين.
أخوكم محمد بن حسين حداد الجزائري
ليلة الأحد 16 جمادى الأوّل 1430هـ،
الموافق 10/05/2009م