4.04.2019

وَصَايَا وَتَوْجِيهَاتٌ تَتَعَلّقُ بِمَرْحَلَةِ مَا بَعْدَ اسْتِقَالَةِ بُوتَفْلِيقَة

وَصَايَا وَتَوْجِيهَاتٌ تَتَعَلّقُ بِمَرْحَلَةِ مَا بَعْدَ اسْتِقَالَةِ بُوتَفْلِيقَة

مِن لوازم مُنتهى الانتفاضة الشّعبيّة المباركة، بعدما تمخّض عنها مِن أحداث مهمّة نتفاءل بها خيرًا: أنْ نشكرَ الله -سبحانه- على نِعمتِه فإنّ شكرَ النّعم يحفظها ويزيد منها؛ ألاّ تَذهب بعقولنا نشوة انتصارٍ قد يتحوّل إلى إعصارٍ لمْ نحتطْ له ولم نعتبِرْ بتجاربِه؛ أنْ يستمرّ حراكنا في إطار مراقبة ترتيبِ البيتِ بعد تحقيق مطلب إخلائِه مِن العصابة؛ أنْ نُجري أوّل امتحانٍ لصدقِ القراراتِ المتّخذة -بمثابة استلام عربون الثّقة- مِن خلالِ ترقّب مدى تحقُق المحاكمات في حقّ كبار مجرمي السّلطة، ومِن خلالِ المسارعة إلى فكّ القيودِ ورفع الحِصار عن كلّ السّياسيين والحقوقيّين والصّحافيين في الدّاخل والخارج؛ أنْ نَعيَ أنّ مرحلة بناء أعمدة العدالة والمصداقيّة أخطر مِن مرحلة هدمِ أركان الظّلم والخيانة؛ أنْ نحذر مِن المبالغة في إعطاء الثّقة لبعض الأسماء المتداولة الّتي طُرحت لتسيير المرحلة الانتقالية تسييرًا فرديًّا؛ أنْ نحرص على أنْ تكون قيادة المرحلة القادمة تحت فريقٍ يضمّ مجموعةَ أشخاصٍ ذوي ثقةٍ ومصداقيّةٍ، ولا مانع  مِن أنْ يكون لبعضهم تجربة سابقة في الحكم؛ أنْ نُحافظ في فترة بناء المؤسّسات على اللّحمة الواحدة الّتي عِشناها واصطففْنا بها على مدارِ أربعين يومًا مِن الحراك، فإنّ التفرّق أقوى معولٍ لهدمِ الانجازات وأسهل سبيل لتضييعِ المكاسب.
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
 الأربعاء 27 رجب 1440هـ،
الموافق 2019.04.03م