4.26.2019

الطَّرْدُ المُتَعَدِّي عَلَى (أَبُو جرَّة سُلْطَانِي)

الطَّرْدُ المُتَعَدِّي عَلَى (أَبُو جرَّة سُلْطَانِي)

مهما اختلفنا مع (أبو جرة سلطاني) في محطّات ومواقف عدّة، ومهما أنكرنا مسلكه السياسي الذي طمس شخصيّته الفكرية والأكاديمية على مدار السّنوات الفائتة؛ لا يُمكن أن نقرّ ما فُعل بالرّجل مِن اعتداء لفظي وجسدي وصل إلى حدّ الضّرب والسبّ والشتم والبصق! بعدما انظمّ إلى تجمّع قد اعتادت الجالية الجزائرية تنظيمه ضمن حراك الشّعب الجزائري ضدّ النّظام؛ دخل فيه متحاورا مع الجمع في جوّ ساده الاحترام، قبل أن يدخل على الخطّ أفراد بعاصفة انتهت بتلك الصّور المهينة! ربّما تصوّر البعض تبريرا للحادثة فقال: قد حصد الرّجل ما زرعته مشاركته في النّظام، وما كان له أن يشارك في تجمّع شعبي قد رأى فيه نبذ أسلافه من أمثاله..؛ هذا القول يصلح لتفسير الحادثة لا لتبريرها، ولو توقف الأمر عند طلب الانسحاب لكان مفهوما؛ لكن أن تطارد الوحشية بجمعها رجلا وحيدا فريدا لمجرّد صلته التاريخية بالنظام! فهذا لا يقبله عاقل..؛ لن نفلح إذا عاملنا غيرنا ولو كان خصما، بنفس خلق النظام الذي خرجنا لننبذه! إنّ المروءة تأبى إقرار صنيعٍ مضادّ لشيم الرّجال، وإنّ الرجولة هي كريم خُلُقٍ قبل أن تكون قوّة خَلْق....
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
 الإثنين 16 شعبان 1440هـ،
الموافق 2019.04.22م