5.21.2023

تربيّةُ الأولادِ على مبدأ المَنْع

تربيّةُ الأولادِ على مبدأ المَنْع

إنّ سياسةَ الأولادِ مِن خلالِ تربيّتِهم على مبدأ المَنعِ المُركَّزِ غير المقرونِ بتفسيرٍ يحبِّبُ إليهم مقصدَه ورسالتَه، قد تأتي في أغلبِ الحالات بنتائج عكسيّة وآثار سلبيّة على الأخلاق، ولعلّ هذا جانبٌ مِن سرٍّ كشفته بعض الدّراسات المبنيّة على إحصاءٍ لعيّنات مختلفةٍ مِن انحراف شريحةٍ واسعةٍ من الأبناء الّذين تربوا في بيوتٍ ملتزمة محافظة للأسف -وِفق ما أخبرني به صديقٌ لي قد كانت زوجته ضمن الفريق القائم على الدّراسة-؛ فربّما التزمَ الطّفلُ عدم مقارفةِ الممنوع ما دام السّلطان المانع معه في البيت، فما إن غابَ هذا الأخير عن ساحتِه حتّى استباح الممنوعات! وربّما تشكّل التزامُها الظّاهري لدى الأطفال في قوالب لمكبوتاتٍ سرعانَ ما تتطوّر فتنفجر عند سنّ المراهقة معلنةً التحرّر مِن القيود المانعة! فكأنّ هذا المسلك التّربوي عبارة عن برمجةٍ اختُصرَت في ارتباط الممنوع بوجود المانع..، فكان أحسن بديلٍ لانتهاج مبدأ المنعِ -بهذه الصّورة- في تربيّة الأطفال هو غرسُ المناعة في عقولِهم؛ عبر تحبيب الخير والمنافع إلى قلوبِهم، وتكريه الشرّ والمفاسد إلى نفوسهم، بأسلوبٍ يليق بسنّهم وخطابٍ تُطيقه نفسيّتُهم، إذِ المناعة شيءٌ ذاتيٌّ يلازم صاحبه على كل حال وفي كلّ مكان، سواء كان وحيدًا أم مع والديه أو غيرهما مِن النّاس..، ولا بأسَ بعد ذلك أنْ يكون المنعُ مَشمولاً بهذا الوعاءِ لا شاملاً له؛ فثمّة الوقايةُ والعِلاج، وثمّة الثّبات والنّجاة.

أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري

ليلة الإثنين 02 ذو القعدة 1444هـ،

الموافق 2023.05.22م

نُشرت المادّة في ما يلي:  المدوّنة الشّخصيّة | حسابي على الفيسبوك | حسابي (Story) على الفيسبوك | حسابي على التويتر | حسابي على الإنستغرام