11.02.2011

نِهايةُ مْعَمّْر القَذَّافِي

نِهايةُ مْعَمّْر القَذَّافِي

وأخيرًا انْتهت قصّةُ حاكمٍ حكَم شعبًا بما أرادَه قلبُه ورآه عقلُه؛ لكنّه اختار لنفسِه نهايتَهُ وهو لم يُفرِّق بين الحُكمِ والمُحاكَمة، ظانًّا أنّه قادرٌ على مُحاكَمةِ شَعبٍ بأكملِه قد حَكمَه زمنًا طويلا؛ ذَهب مْعمّْر غيرَ مأسوفٍ عليه، وقد عَمّرَ على كرسيِّه أربعين سنة ونيف، وإن كان ثَمّة حُزنٍ يُحرّكُ القلوبَ عليه، فهو لعدمِ تسليمِه الأمرَ لأهلِه تسليمًا ينجيهِ ويُجنِّبُ ليبيا طريقَها الّذي سارت عليه مُكرهةً، أمّا من ظنَّ النِّهاية بطولةً وعزيمة، فلْيَسْتحضِرْ ما صنعَه العقيدُ مِن مشاهد لآلافِ القتلى بأشلائِهم، تُشيّعُهم دموعُ اليتامَى وصيحات الثّكالى، فكيف يُحزنُ على هلاكِ هالكٍ سيوقَف بين يدي ربِّه على دماءِ أولئك ودموعِ هؤلاء؟ إنّما قَتَل القذّافيَّ استكبارُه ونَرجسيّتُه.
أخوكم محمد بن حسين حداد الجزائري
السّبت 24 ذو القعدة 1432هـ،
الموافق 2011/10/22م