11.02.2011

أشدُّ التّواريخِ مرارةً على فرنْسا

أشدُّ التّواريخِ مرارةً على فرنْسا

(أوّلُ نوفمبر) لدى الجزائريّين تاريخٌ مشهود، امْتزجَت فيه عَبراتُ الأحزانِ بدُموعِ الأفراح؛ فهو يومُ عزمٍ على إحياءِ الجزائر، كان ثمنُه باهضًا لا يقبلُ التّقدير، فقد اصطفّتْ بعد لحظاتِه أنفسٌ عزيزةٌ في وجهِ الظُّلم كالبنيانِ المرصوص، واضعةً أرواحَها على أكفِّها لتَحيَى أَنفسٌ وأرواح؛ ولا أعلم تاريخًا أشدَّ مَرارةٍ على فرنسا مثل هذا اليوم، فهو اليوم الذِّي طوردت فيه حتّى خَرجت من جنّتِها صاغرةً ذليلَة، فلْتُمسك - اليوم - يدَها الخبيثة عن محاولةِ اسْترجاعِ كنزِها المفقود، فنحن أهلُه وأصحابُه، ونحن فَلَذات أكبادِ الأنْفسِ التي طَردتْها، أرواحُهم تَسْري في أجسادِنا، ودماؤُهم تَجري في عُروقِنا، ولَئن رَهنت فرنسا على ذهابِ جيلِ الثَّورةِ لِتَمحُوَ صفحتَها السّوداء، فلَنحن أكثر حِفظًا لِلونِها وقد أضْحت بعد النّسخِ صفحات، ولَقُلوبنا أشدّ تَأثّرًا لآبائِنا وقد نبضت بعد الشَّوقِ نبضات.
أخوكم محمد بن حسين حداد الجزائري
الأحد 06 ذو الحجّة 1432هـ،
الموافق 01/11/2011م