المُناظَرَةُ الرِّئَاسِيَةُ الفَرَنْسِيَة
2012م
بَعيدًا عن الرُّؤيةِ
المتعصّبَة، والْتزامًا بالنّظرةِ المُتجرِّدة، لا بدّ على كلّ مَن تابع المُناظرة الرّئاسية الفرنسية الّتي بُثّت عبر الفضائيات بالتّاريخ الموافق
2012/05/02م، أنْ يُشيدَ بمَنزِلتِها مِن حيث المستوى، ويَحترمَ
إِتقانَها مِن حيث أدائِها؛ دورٌ وأداءٌ استحّقت به المناظرة أن تكون كُبرى، رغم
خلافنا مع بَطلَيها – نيكولا ساركوزي، وفرنسوا هولاند - في عدّةِ قَضايا جَوهَرية؛
لكنْ خُلقَ الإنصافِ يدعونا إلى الاعتِراف بأشياء وجدناها لدى المُخالِفَيْن؛ أمّا
تفضيلُ أحدِ المُتناظِريْن على الآخر، فهو أمرٌ متروكٌ لأهل الشّأنِ من الفَرنْسيِين
ابْتداءً وأساسًا – وإنْ كان الشّأنُ يعنينا إلى حدّ ما – فلقد تابعْنا
اسْتِعراضًا حقيقيًّا للبرامج السّياسية، ورَأيًا مُميّزًا ذا أبعادٍ ثقافيَّة، وإقناعًا
قوِّيًا للأمّة الفرنسية، وسَردًا دقيقًا للأرقام الاقتصادية، وحِرصًا صادِقًا
لتقديم ما هو أَفضَل؛ إنّها إشادَةٌ يُمليها علينا فُقدانُنا لِما لدى القوم، وانْظُرْ
إلى أَغْلبِ سِياسِينا، وهم يروّجون لبضاعة الشِّعارات وتِجارة الأوهام في
حملاتِهم الانتخابِية، يأتيك الخبرُ مُصدِّقًا لقوّةِ ذاك التفوُّق، وكاشفًا لسبب
هذا التأخُّر.
أخوكم محمد بن حسين حداد الجزائري
السّبت 14 جمادى الآخرة 1433هـ،
الموافق 05/05/2012م