8.21.2012

رَأيٌ في مُسَلْسَلِ "عُمَرْ" ومَوَاقِفِ النّاسِ مِنه

رَأيٌ في مُسَلْسَلِ "عُمَرْ" ومَوَاقِفِ النّاسِ مِنْه

لمْ أعلَمْ عَملاً درامِيا تناولتْهُ التّعليقاتُ وحَفَّتْهُ الأصْداءُ، مثل مُسلسل "عُمَرْ"؛ فقد كان النّاسُ فيه مِنْ جِهةِ المُتابعةِ بَيْنَ مُقبِلٍ ومُدْبِر، ومِنْ جهة الرّأيِ بين مُجيزٍ ومانِع؛ أما المُتابعةُ فكلٌّ يَملِكُ إقبالَهُ وإدْبارَه، وأمّا الرَّأيُ فقد غابت فيه بعضُ الأصواتِ عَنِ الاعتِدال، وتَشدَّدَت مُخْلْيَةً حُروفَها مِن سَليمِ الاسْتدْلال؛ فحَرَّمَتِ المُسَلسلَ وحَرَمَتِ النّاسَ مِن "عُمَر"، ولو تريَّثَتْ ونَظَرَتْ ثم المُسلْسلَ تابَعتْ، لمَا أَطلَقَتِ التّحريمَ مِنْ غَيْرِ نَصّ، ولا أطالَتِ التَّهويلَ بلا طائِل؛ وقدْ علِمَت بدُخولِ المَسألةِ في الاجْتِهادِ السَّائغ، واتِّساعِها لفِقْهِ الفَقيهِ ونَظرِ النَّاظِرِ؛ كيف وقد غابَ عنْ هذا العملِ الدرامي ما كان يُخشَى، ويُصْبَحُ بالحديثِ في مَحذورِه ويُمسى؛ بل أُتْقِن فيه وأُبْدِع، فأُفيدَ المُشاهِدُ به وأُمْتِع، فلِمَن قاموا على هذا العملِ جميلُ الدّعاء، فقد أبْرَزُوا سِيرةَ الفاروق بما يُحبُّه مُحِبُّوهُ ويُغيظ قلوبَ الرَّوافِضِ والأعداء. رَضي الله عن عُمَر، ووفَّقَ إلى الخَيرِ القائمينَ على "عُمَرْ".
أخوكم محمد بن حسين حداد الجزائري
ليلة الخميس 28 رمضان 1433هـ،
الموافق 16/08/2012م