3.17.2019

مَجْزَرَةُ مَسْجِدِ نْيُوزِلاَنْدَا

مَجْزَرَةُ مَسْجِدِ نْيُوزِلاَنْدَا


لم تكنْ حادثة الهجوم المسّلح القاتل الّذي طال العشرات مِن إخوانِنا في المسجد لشهود صلاة الجمعة -رحمهم الله وتقبّلهم في الشّهداء-، إلا حلقةً من حلقاتِ مسلسلٍ أسْودٍ طالَ المسلمين منذ مدّة مِن طرف الغرب؛ منها: الحرب العسكريّة ضدّ أهل الإسلام، التعدّي الجسدي على الأفراد، تنجيسِ المُصحف الشّريف والتّواعُد على حَرْقِه، الاعتداءُ على المساجد وتقليص دورِها، التّضييقُ على الحجاب، استفزازات الصّور الكاريكاتوريّة، إساءات الأفلام الكاذبة، كتابات الأقلام الحاقدة، الطّردُ مِنَ العمل، التّفتيشُ التعسُّفي،... وغيرُها مِن ألوانِ الظُّلمِ الجاهِرِ في حقِّ إخوانِنا في البلاد الغربيّة، فضلا عن التّنامي اللاّفت في نسبة التّأييد لليمين المتطرّف هناك؛ ظلمٌ قد يكون مصدره فرديًّا غير منظّم في بعض أجزائِه، لكنّه مع ذلك يَكشفُ الازْدواجيّةَ الماكرة وسياسةَ الكَيْلِ بمكيالَيْن في حقّ المسلمين، رغم أنوفِ المُتستِّرين عليها بدعاوٍ زادتها قُبحًا؛ ثمّ يأتي هذا الحدث المُفجع ليزيد مِن الوتيرة ويُثقل جرعتَها؛ بل ويكشف حقيقةً متأصّلةً في نفوس القوم -إلاّ ما شاء الله-، لم تمنع مِن إبدائِها لدى الكثير منهم إلاّ مصلحةٌ آنيّة أو بقيّةٌ مِن الرّوح الإنسانيّة؛ وإلاّ فسوف نرى هل سيحتشد قادة الغرب والمنافقون في ويلنغتون لاستنكار الجريمة الشّنعاء، كما احتشدوا في باريس مِن أجل حادثة شارلي إيبدو بالأمس؟! قال الله -عزّ وجلّ-: [[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِن دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ، قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ، إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ]].

أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
 الجمعة 08 رجب 1440هـ،
الموافق 2019.03.15م