6.19.2015

قَضَاءُ الأخِسَّاءِ فِي حَقِّ شُرَفَاءِ مِصْر

قَضَاءُ الأخِسَّاءِ فِي حَقِّ شُرَفَاءِ مِصْر

استحضَرتُ وأنا أتابع أَقْضيةَ القضاءِ المصري بأحكامِ الإعدام والتّأبيد المتتالية في حقِّ المُستَضعَفين، حديثَ نبيّنا -عليه الصّلاة والسّلام-: ((القُضاةُ ثلاثةٌ، اثنان في النّار، وواحدٌ في الجنَّة: رجُلٌ عرَفَ الحقَّ فقضى به فهو في الجنّة، ورجُلٌ عرَفَ الحقَّ فلم يقْضِ به وجارَ في الحُكم فهو في النّار، ورجلٌ لم يعرِفِ الحقَّ فقضى للنّاسِ على جهْلٍ فهو في النّار))؛ فما أولئك القُضاة باللّذين عَرَفوا الحقَّ وقَضَوْا به فعدَلوا، ولا باللّذين جَهِلوه فجانبوا الصّوابَ لمّا جَهِلوا؛ بل هم اللّذين عرَفوا الحقّ فيما حَكَموا وقَضَوا بالباطل على مَن حكموا؛ فإنّما هم قضاةٌ فَجَرةٌ في ثيابِ العَسكر، يَقضون بإملاءاتِ أسيادِهم في حقِّ مئاتِ الأبرياء مِن خيرةِ الشّعب المصري، ليعدمُوا الفضيلةَ ويستأصلوها مِن ذاكرةِ الأمّة المصريّة، وهيهات أنْ يتحقّقَ مُرادهم وقد أرادوه ذات مرّةٍ في أمثالِ سيّدِهم "سيّد" القائل -رحمه الله-: "كلّ فكرةٍ عاشت قد اقتاتت قلب إنسان! أمّا الأفكار الّتي لم تُطعَم هذا الغذاء المقدّس، فقد وُلدَت ميتة"، فصَدَقَ وخابوا، وخَلدَ وأُعدِموا! ولنْ يَتخلَّف مَوعودُ الله للمؤمنين بالتَّمكينِ والسَّنَاء، وويلٌ لقاضي الأرضِ مِن قاضي السّماء.
أخوكم محمد بن حسين حداد الجزائري
الأربعاء 02 شعبان 1436 هـ،
الموافق 2015/05/20 م