2.05.2020

تَصْرِيحُ أُرْدُوغَان حَوْلَ جَرَائِم الاسْتِعْمَارِ الفَرَنْسِي ضِدَّ الجَزَائِرِيِين وَالمَوْقِفُ الرَّسْمِي الجَزَائِرِيِّ مِنْهُ

تَصْرِيحُ أُرْدُوغَان حَوْلَ جَرَائِم الاسْتِعْمَارِ الفَرَنْسِي ضِدَّ الجَزَائِرِيِين وَالمَوْقِفُ الرَّسْمِي الجَزَائِرِيِّ مِنْهُ
تشبيهُ موقف رِئاسة تبّون بخَرجةِ رَجَاسة أويحيى، إزاء تصريحين للرّئيس التركي رجب طيّب أردوغان -أحدهما قديم والآخر جديد-، حول موضوع جرائم فرنسا الاستعماريّة في حقّ الجزائريين؛ هو تشبيهٌ لا معنى له إلا السّير عبر سلسلة القفزِ على كلّ ما يُظنُ عثرةً من طرف رئيس الجمهوريّة عبد المجيد تبّون ومَن حوله، يطير به البعض مشهّرًا به فَرِحًا، لمحاولة إثبات إخفاقِ الأمّة التي اتّخذت الانتخاب مسارًا، أو أصحاب الأصابع الزّرقاء كما يحلو استعمالها سخريّةً لأصحاب الرّؤوس الخرقاء! فشتّان بين سوءِ أدبِ أويحيى وتَذلّـله لأسيادِه عندما ردّ على تعبيرٍ لرئيس الوزراء التّركي أردوغان عن مطلبٍ تاريخيٍّ للجزائريين أيّده فيه الجميع –منهم حزب جبهة التّحرير الوطني حينها-، وبين تلطّفِ الموقفِ الرّسمي الجزائري الأخير مع رئيسِ تركيا الّذي أعاد الكرّة في قالبٍ آخر؛ إنّ ممّا قاله أويحيى في أوائل العام الموافق 2012م: "كلّ واحد حرّ في الدّفاع عن مصالحه، لكن لا يحقّ لأحد أن يتاجر بدماء الجزائريين..."، "تركيا هي التي سلّمت الجزائر للفرنسيين بعد ثلاثة أيّام من بداية الغزو سنة 1830م..."، "(تركيا) ساهمت بشكل ما في كلّ الجرائم الّتي قامت بها فرنسا في الجزائر..."، "تركيا عضو في الحلف الاطلسي، وفرنسا كانت تحارب الجزائريين بسلاح الحلف الاطلسي، لذلك فلا بد أنّ رصاصةً ما قتلت الجزائريين مصدرها تركي..."، كلّ هذا قاله رأس اللّصوص وأردوغان لم يذكر الجزائر -يومها- إلاّ في سياق تذكير الفرنسيين بجرائمهم ردًّا على تبنّيهم قانونًا يُجرّم إنكار إبادة الأرمن! بينما طلب الرّئيس التّركي هذه المرّة بصفة مُعلنة مِن نظيرِه عبد المجيد تبّون تزويده بالملفّات التّاريخية الموثِّقة للجرائم الفرنسيّة الّتي راح ضحيّتها خمسة ملايين جزائريّ؛ بل كشف سابق تطرّقِه والرّئيس الجزائري إلى هذا الموضوع في حديثٍ خاصّ بينهما! فاختلفت الحالتين بين تصريحي أوردوغان؛ فيُقال: أصاب في الأولى أخلاقيًّا وأجاد سياسيًّا ولم ينلْ مخالفه فيها إلاّ الخزي والعار، لكنّه أخطأ في الثّانيّة عُرفيًّا وهَفا دبلوماسيًّا لمّا أفشى سرَّ محادثاتٍ دارت بين رجلي دولة في موضوع حسّاس؛ ورغم الخطأ والهفوة، لم يَزدْ البيان الرّئاسي الجزائريّ على تعبيره عن تفاجئِه بتصريحِ الرئيس الجمهورية التركية طيب رجب اردوغان الّذي نَسبَ فيه إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ذلك الحديث، منبّهًا إلى حساسيّة المسائل المعقّدة المتعلّقة بالذّاكرة الوطنية، ومشيرًا إلى الجهود التي تُبذل لحلّها..؛ فهل ثمّة معاداةٌ لتركيا ومداهنة لفرنسا في خصوص جرائم هذه الأخيرة، تصلح بهما المقارنة بين الموقفين حتّى يُقال قد تشابها تشابهًا يؤكّد بقاء العلاقة الجزائريّة الفرنسية على ما كانت عليه إلى عهدٍ قريب؟!
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
 الإثنين 11 جمادى الآخرة 1441هـ،
الموافق 2020.02.03م