3.02.2019

مَسِيرَةٌ شَعْبِيَّةٌ احْتِجَاجِيَّةٌ ضِدَّ النِّظَامِ الجَزَائِرِيّ

مَسِيرَةٌ شَعْبِيَّةٌ احْتِجَاجِيَّةٌ ضِدَّ النِّظَامِ الجَزَائِرِيّ
شهِدتِ الجزائر اليوم ثاني أضخم مسيراتِ الحِراك الشّعبي منذ انطلاقِه في اليوم الموافق 2019/02/22م؛ وقد تميّزت مرّة أخرى -كما شهِدتُ وشاهدتُ- بسلميّتِها وخلوِّها مِن مظاهِر العُنفِ –إلاّ بعض الاحتكاكات المعزولة-، رغم تجاوزِها الرّقم القياسي مِن حيث عدد المُشاركين في الاحتجاجات المتسلسِلةِ المُعارضةِ للنّظام الحاكِم عمومًا، ولترشيح الرّئيس لعهدةٍ خامسة خصوصًا؛ بل سلِمَت مِن المَخاوِف والمَحاذير وهيَ عديمة اللّون الاديولوجي والاتّجاه السّياسي والانْقياد الحزبيّ؛ فلم يكن لها مِن لونٍ إلاّ ألوان الرّاية الجزائريّة، ولا اتّجاهٍ إلاّ وِجهة الغيرة على البلاد، ولا انقيادٍ إلاّ انْقياد شعبيّ لم يُبقِ لصاحِبِ مصلحةٍ ضيّقة موطئَ قدَم. ولنْ ينتهي الحِراك غانمًا مُوفّقًا إلا بالحِفاظ على شعبيّةٍ تزيدُه قوّةً، وسلميّةٍ تزيدُه ثباتًا؛ ولا منفذَ لقُطّاع طرقِ العِزّةِ والكرامة إلى إفشال تحقيق الهدف مِن هذه المظاهرات، إلاّ بصبغِها بصبغةٍ حزبيّةٍ تكون مدعاةً إلى التفرّق والضّعف، وبجرّها إلى عنفٍ يبرّرُ لقرارتٍ أمنيّةٍ تُرجع الأمور إلى دون صفرٍ نخسرُ معه المكاسِب والآمال! فلا يَستجيبنَّ أحدٌ لدعوةٍ مشبوهة، ولا يَسقُطنَّ أحدٌ في فخِّ اسْتفزازٍ مُبرمَج؛ فالحِكمةُ والذّكاءُ بعد التوكّل على الله -سبحانه-، أكبر ما ينبغي أنْ يتحلّى به الشّعبُ الجزائريّ إذا أراد لقضيّتِه أنْ تُحقّق غايتَها وتجْني ثمارَها.
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
 الجمعة 24 جمادى الآخرة 1440هـ،
الموافق 2019.03.01م